ما أخفي عليك، أول مرة سمعت عن “سباغيتي الدب” قلت في نفسي وش هالاسم الغريب؟! يعني مكرونة فيها دب؟ ولا اسم كذا والسلام؟ بس الفضول ذبحني، وبحثت عنها، واكتشفت إنها وصفة غريبة فعلاً، بس مو بالدب نفسه، إنما فكرة مستوحاة من الطبيعة والجبال، فيها نكهة قوية وثقيلة كأنها طالعة من قلب الغابة.

الاسم يجذب، بس الطعم يشدك¹ أكثر

الطبق يعتمد على مكونات ثقيلة، مثل اللحم المطهو ببطء، وأعشاب برية مثل الزعتر والميرمية، ومعها فلفل أسود وبابريكا، تعطيك إحساس إنك جالس في كوخ خشبي، برا تمطر، وجنبك صحن مكرونة يدخن من الحرارة.

اللي جربوها يعرفون إنها مو زي أي باستا ثانية. الصوص يكون غامق، وغني جدًا، فيه طعم فطر أو لحم، مع بصل مكرمل أو خضار مشوية تعطي توازن. والمكرونة نفسها ما تنطبخ زيادة، لازم تكون “أل دانتي” عشان تحس بالقوام، ما تصير عجينة.

فيه أكثر من نسخة

• في النسخة الكلاسيكية، يستخدمون لحم بقر مطبوخ مع خضار ونبيذ أحمر، وطبعًا فيه أعشاب كثيرة.
• أما النسخة النباتية، فيعتمدون على الفطر والجزر وخضار مشوية، ومعها جوز أو لوز، والنكهة والله ما تقل.
• وفيه ناس يحبون النسخة المدخنة، يضيفون لها لحوم مدخنة أو بس يستخدمون بابريكا مدخنة تعطي إحساس نار المخيم.

كيف تسويها؟

ما هو طبق سريع، يبغى له صبر. تبدأ بالبصل والثوم، بعدين تنزل اللحم وتحمّره صح، وبعدها تضيف المرق أو النبيذ وتخليه يطبخ على نار هادئة وقت طويل. بالنهاية تطبخ المكرونة، وتخلطها مع الصوص، وتقدمها مع شوية جبن أو مكسرات. الصحن لازم يكون شكله يوحي إنه من الغابة، يعني خشبي أو طاجن حديدي، حتى التقديم له طقوس.

صحية؟ والله على حسب

لو تستخدم مكونات طازجة، وما تكثر جبن أو كريمة، تقدر تعتبرها وجبة متوازنة. فيها بروتين، خضار، كارب معقول. بس لو كثّرت الصوص والجبن، تصير ثقيلة. فكل شيء باعتدال.

وش تشرب معها؟

ناس تشرب معها نبيذ، وناس يفضلون بيرة ثقيلة شوي، وفيه اللي يكتفي بكوب موية وقطعة خبز ريفي تغمس فيها الصوص… الصراحة كلها خيارات لذيذة.

ليش انتشرت؟

الناس تحب القصص، والمطبخ صار مو بس أكل، صار تجربة. “سباغيتي الدب” فيها حكاية، فيها إحساس برّي، طابع مغامرات. وعشان كذا تلقاها منتشرة في مطاعم تقدم أكل مختلف شوي، أو حتى ناس في البيت يحبون يجربون أشياء غريبة.

كلمة أخيرة

إذا طفشت من الباستا العادية، وجربت كل وصفات السباغيتي، جرّب “سباغيتي الدب”. ما راح تندم. يمكن تصير من أطباقك المفضلة، خصوصًا في الشتاء أو مع جلسة شتوية. نكهتها ثقيلة، بس مريحة، وتخليك تحس إنك في عالم ثاني.