🍽️ الثريد: ملك الضيافة والطبق اللي بيفرح القلب


0

يا سيدي، لما تحكي عن الطعم العربي الأصيل، ما بتمر ببالنا كلمة “ضيافة” من غير ما يطلع اسم الثريد. الطبق اللي بيجمع كل النكهات، وبيروي قصة شعب، حضارة وترحاب. هو أكل بسيط من مكونات طبيعية، بس وراه تاريخ وكأنك عم تحكي حكاية عن جدودك.


الجذور: رجوع للزمن الجميل

قبل لا يجتمع كلنا، كان في ناس تأكل البساطة. أيام الجاهلية، كانوا ياكلوا “الثريد” كأكلة رئيسية. وسمعنا إنه النبي ﷺ مدح فيه وقال: “فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام”. يعني اللي يدخل على الطبق ده، يدخل على الخير كله.

ومن يومها، صار مرتبط بالضيافة، بالبهجة، وبكرم الجلسة العربية.


مكوّنات الأكل… بسيطة بس مهمة:

فيه عندك شغلة اسمها حبّ مكونات:

  • خبز مطحون: يا حلاوة الرقاق أو خبز التنور، لما تنقعه في المرق تتفتح الدنيا بطعمه.
  • مرق لحم غني: العيون في اللحم (شيطان مرق) مهم، وبيكون طويل الطبخ عشان يطلع طعمه مميز.
  • خضار طازجة: بصل، جزر، بطاطس، بازلاء، ممكن كمان تضيف البامية أو الباذنجان حسب البلد.
  • بهارات: الهيل، القرفة، كركم وفلفل أسود، ضلّك منهم وخلي مطبخك يعبق.

صوت الأكل من قلب كل بيت

بتخيلها عُيون العيلة مجتمعين حوالي إناء الثريد ويبعثوا ريحة اللحم والخضار بدقة. وساعات إذا كانت المناسبة كبيرة، يجي إناء ضخم، الكل يغرف ويقول: “يا لروعة الضيافة”.


كيف يختلف من بلد لبلد؟

  • السعودي: يجي مع رز أبيض وسمن بلدي، وأحيانًا يتزين باللوز والزبيب.
  • الإماراتي: فيه حمص وعدس وناس يحبون صوص بارد جانبه.
  • الكويتي: فيه بامية وباذنجان، وحينما يضيفون الهريس تعزّ القوام.
  • المغربي (الرفيسة): كزبرة، بقدونس، زنجبيل، زعفران، ورائحة فخمة.

كل بلد له بصمته، بس الروح خواطر عربية.


ليش نربيه في زمن السرعة؟

أمم… يا ترى، إلنا نتخلى عن الطبخة اللي ما فيها ضغط؟ يمكن. بس إحنا نحب البساطة، ونسعى نجيبها أسرع:
بقدور الضغط، أقل وقت طبخ، نفس الطعم الثقيل.

وفي ناس تقدم نسخة صحية: لحم قليل الدهون، خبز أسمر، شوية خضار وبس.


لما تدخل عالم المطاعم العصري

لبعض الشيفات أفكارهم فوق: يقدموا ثريد صغير في أكواب أو كمقبلات فاخرة. وبرضو في نباتي، في إصدارات مودرن، ومعاهم تزيين وألوان.


التاريخ اللي نتناوله بملعقة

في لحظة ياخد ثريدك وتفتكر جدتك أو طيبتك: الرحمة، الذكريات، كلمة “يلا نجلس” اللي ما تنكسر. بلعته يعني تحس: “آه، البلد، الطهار… والأيام الحلوة”.


ملعقة أخيرة والكلمة الأخيرة

الثريد مو بس أكل، هو مشهد، هو تراث، هو أسلوب حياة.
لو أكلته من إنسان حاب الحاجات البسيطة والطعم الأصلي، شال جوعك وشال قلبك.

ويا ريت لو صار في العالم كله مطاعم تقدم الثريد. تعلمه قدام اللي معاك، وخلّيه ون-turn الثقافة.. حلوها.


Like it? Share with your friends!

0

0 Comments

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *