البان كيك
لو سألوك عن أكتر فطيرة بتحبها، حتلاقي “البان كيك” في منتهى الراحة وطيّب الطعم. الريحة الذهبية وهي بتتحمر على النار، تذكرنا كلنا بطعم الطفولة أو جمعة السمر مع الأحبّة. بعيد عن الطبخ الجاف، البان كيك هو دفء مطبخ وتبادل حكايات.

حكاية بدأت زمان أوي
أقدم وصفة للـ”بان كيك” يمكن نزلها شاعر يوناني قبل حوالي 2500 سنة، وصف حلو بيحكي عن “فطيرة ساخنة فيها ندى الصبح” . وحتى الحضارات الأديمة في الصين كانوا بيعملوا فطائر من دقيق الدخن قبل آلاف السنين . يعني الفكرة دي ما بتتهجّرش من يوم وليلة، هي وحيدة جدودها!
وفي أمريكا، البان كيك زادت شهرتها مع الهولنديين في القرن 18، وبقى الطبق المفضل في الدينرس لـ”فطور السوع

مش نوع واحد… البان كيك حول العالم
- المغرب والجزائر (بغرير): فطيرة إسفنجية مليانة ثقوب، تمتص العسل والزبدة كأنها إسفنجة ذهبية
- إثيوبيا (الإنجيرا): فطيرة تخمر وطعمها طحيني، تستخدمها كصحن يأكلوا عليه الخبز والسّلطة .
- اليابان (أوكونوميّاكي): “اطبخه كما تحب”، خليط من الكرنب والبيض، يترك على الصاج ويُزيّن بصلصة مخصوصة ومايونيز
- كوريا الجنوبية (هوتوك): عجينة محشية بمزيج من السكر البني والمكسرات والقرفة، تتحمر وتقرمش من برة وتسيح من جوه
- بولندا وروسيا (بِلينِيات وبليني): فطائر دقيق الحنطة السوداء الصغيرة، تُقدَّم غالبًا مع الحشوة المالحة مثل الكافيار أو القشدة
والقائمة تطول: من الفطائر بأسماء غريبة، لأطباق تراثية بتتوارثها الأجيال، وكل بلد عنده نكهته الخاصة وروحه في البان كيك.

الخلاصة
البان كيك مش مجرد فطور؛ هو تذكرة إن الطبخ هو لغة مشتركة بين الناس. بغض النظر عن الاسم أو المكونات، فكرة خلط دقيق وسائل وتحميصهم على النار موجودة في كل ثقافة.
وفي النهاية، مهما كان التنويع والغنى، روح البان كيك دايمًا واحدة: جمع، دفء، وطعمة ما تتنسيش.
0 Comments